Right Home

المدونة
خطاب ٢٠ ديسمبر للرئيس التركي وأثره على الاستثمار العقاري

خطاب ٢٠ ديسمبر للرئيس التركي وأثره على الاستثمار العقاري

حجم الخط :

افتتح سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي بداية عام 2021 بمعدل 7.42 ليرة تركية لكل دولار، وفي 27 مارس 2021 وصل سعر الصرف لأول مرة لقرابة 8 ليرات تركية لكل دولار أمريكي، وفي 12 اكتوبر 2021 وصل سعر الصرف لأول مرة لعتبة 9 ليرات تركية مقابل كل دولار أمريكي وبذلك حتى تلك اللحظة كانت الليرة التركية خسرت حوالي 21.3% من قيمتها منذ بداية عام 2021.

 

ولكن شهر نوفمبر كان قاسياً جداً بالنسبة لسعر صرف الليرة التركية أمام الدولار إذ بدأ بـ 9.58 ليرة لكل دولار واختتم بـ 12.74 ليرة لكل دولار وبذلك خلال هذا الشهر وحده خسرت الليرة التركية أمام الدولار حوالي 33%.

 

أما شهر ديسمبر فلم يكن أفضل من الشهر السابق بالنسبة لليرة التركية إذ تم افتتاح الشهر بسعر صرف 13.5 لكل دولار وفي 20 ديسمبر وصل للقمة العظمى وهي 18.14 لكل دولار وهذا يعني خسارة الليرة التركية بنسبة 34.3% من قيمتها خلال 20 يوم وبالتالي أصبح مجموع خسائر الليرة التركية أمام الدولار منذ بداية 2021 حتى تاريخ 20 ديسمبر هو 244% لتكون بذلك أسوأ عملة أداءً في العالم خلال عام 2021 والرسم أدناه يوضح هذه الأرقام التي تكلمنا عنها: 

ماذا حدث في 20 ديسمبر أثناء خطاب الرئيس التركي؟ 

قبل الحديث عن الخطاب نفسه لدينا المعطيات الاقتصادية التالية المتعارف عليها قبل الخطاب: 
+    الرئيس التركي يتدخل بعمل البنك المركزي التركي وهذا ما يسبب مخاوفاً لدى المستثمرين الأجانب كون البنك المركزي في أي بلد يجب أن يكون مستقلاً بالقرار.
+    نية الرئيس التركي الواضحة بتخفيض معدلات الفائدة والأدق يمكننا القول القضاء على الفوائد تماماً والوصول إلى 0% فائدة على الايداعات البنكية بالعملة التركية.
+    تم تخفيض الفائدة 1% مرتين لكل من شهري ديسمبر ونوفمبر و2% من أجل شهر اكتوبر وبالتالي عند تاريخ الخطاب كانت قيمة الفائدة 14% على الودائع بالليرة التركية.
+    الرئيس التركي يؤكد ان سعر الصرف الحالي هو ليس حقيقي ويتم التلاعب به من خلال مخططات هدفها إجراء انقلاب اقتصادي على الحكومة الحالية للإطاحة بها بعد فشل الانقلاب العسكري في 2016.
+    توقع العديد من المحللين الاقتصاديين بلوغ سعر الصرف 24 ليرة تركية مقابل كل دولار بعد تخطي سعر الصرف عتبة 18 ليرة لكل دولار.

 

والآن أهم ما جاء في خطاب الرئيس التركي هو النقاط التالية:

+    قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حكومته ستطلق أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة. 
+    تتيح الأداة تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة
+     سيتم تحديد سعر صرف طويل الأجل للشركات المصدرة عبر البنك المركزي، وفي حال حدوث فروقات سيتم دفعها للشركات
+     سيجري تطوير أدوات جديدة لتشجيع المواطنين على إدخال مدخراتهم من الذهب في النظام المالي
+    كما لفت إلى أنه من المعلوم وجود نحو 5 آلاف طن من الذهب لدى المواطنين "تحت الوسائد" (يحتفظون بها في المنازل) تقدر قيمتها بـ 280 مليار دولار، وأنه سيتم تطوير أدوات جديدة لتشجيع المواطنين على إدخال مدخراتهم من الذهب في النظام المالي.
+    وشدد أردوغان على حرص الحكومة على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد والحد من تقلبات سعر الصرف عبر مواصلة الالتزام بقواعد السوق الحر، وتشجيع الإنتاج، والتصدير، والاستثمار.
 

وكانت نتيجة هذا الخطاب صعود حاد لليرة التركية مقابل العملات الأجنبية الأخرى بقيمة تفوق 33% بشكل مباشر وبالتالي هبط سعر الصرف من قيمة 18.14 إلى حوالي 12.27 وبعد ذلك حققت الليرة التركية مجموعة من المكاسب ليغلق سوق سعر الصرف يوم الجمعة 24 ديسمبر على 10.75 ليرة تركية لكل دولار وبذلك تكون اقترب المكاسب التي حققتها الليرة التركية مقابل الدولار من 59% خلال أقل من 5 أيام بعد خطاب الرئيس التركي.

 

لماذا يعتبر هذا الخطاب غير مجرى مسار الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية بشكل كامل؟ 

+    اعتاد الجميع على هبوط الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي في كل خطاب للرئيس التركي وخصوصاً عند إشادته بوضع واستقرار الاقتصاد التركي وأنه آمن للاستثمار أما ما حدث في هذا الخطاب هو تحسن حاد جداً وسريع وهو في علم المضاربة يعتبر كارثة للمضاربين على استمرار هبوط الليرة التركية أمام الدولار.
+    تحسن سعر الصرف بهذه السرعة أكد على أن أقوال الرئيس التركي عن قوة الاقتصاد لها جذور على الأرض ويمكن أن تتحول لأفعال ملموسة على سعر الصرف.
+    التحسن السريع بسعر الصرف عرض قدرات الحكومة التركية وقدرتها على استيعاب هذا الانقلاب الاقتصادي بسرعة وكفاءة عالية جداً.
+    الأداة الاقتصادية التي صرّح عنها الرئيس التركي أثبتت أن لدى الاقتصاد التركي العديد من الأوراق الرابحة ولا يعتمد فقط على رفع وخفض معدل الفائدة للحفاظ على قيمة سعر الصرف.
+    انكشاف المؤامرة التي قادتها مجموعة الاقتصاد الأساسية في تركيا "التوسياد" بهدف الإطاحة بالحكومة التركية.
+    ازدادت شعبية الرئيس التركي بعد توجيه المواطنين لصرف مدخراتهم من الذهب والعملات الأجنبية إلى الليرة التركية بحيث حققوا مكاسب كبيرة جداً.

 

ما أثر خطاب 20 ديسمبر للرئيس التركي على الاستثمار العقاري؟ 

العديد من المستثمرين العقاريين اقتنصوا الكثير من الفرص العقارية المميزة أثناء هبوط قيمة الليرة التركية بشكل حاد حيث قمنا بتقديم الاستشارات المجانية لهم، ولكن بنفس الوقت السوق العقاري في اسطنبول هو سوق استثماري وعليه طلب من السكان المحليين بالدرجة الأولى ومن المستثمرين الأجانب بالدرجة الثانية وبالتالي الفرص موجودة فيه في كل الأوقات إذا تم اختيار المشاريع الصحيحة المبنية على دراسة عميقة لسوق العقار وهذا ما تقدمه شركتنا بشكل مجاني للمستثمرين.

أثر خطاب الرئيس التركي لا يقتصر فقط على تعافي الليرة التركية بشكل سريع أمام العملات الأجنبية بل أيضاً هدم المقولة القديمة التي تؤمن بأن اتجاه سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية هو اتجاه هابط دوماً وبالتالي حسب بعض الدراسات تقول أن سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار ممكن أن يصل إلى 9 ليرات فقط وأيضاً ممكن خلال السنوات القادمة أن يتحسن ليصل إلى 7 أو 6 ليرات فقط وبالتالي ممكن ان تفتتح السنة بسعر صرف أعلى من السعر التي ستغلق فيه وهذا مع تخفيض معدل الفائدة في حال حدوثه يمكننا التأكد من انتقال الاقتصاد التركي من كونه اقتصاد نامي إلى اقتصاد مستقر قائم بحد ذاته.


ما النقاط التي يمكن أن يستفيد منها المستثمر العقاري الآن؟ 

+    في السابق كان الدفع بالأقساط عملية رابحة بشكل أكيد إذا تم اختيار الأقساط بالليرة التركية وخاسرة بشكل أكيد لو تم اختيار الأقساط بالدولار الأمريكي أما اليوم بعد هذا الخطاب أصبح ليس من الواضح أي منها قد تكون أفضل للمستثمر.
+    الدفع النقدي في حال الإمكانية سيكسب المستثمر خصماً إضافياً ونعتقد أنه الخيار الأكثر أمناً في الوقت الحالي.
+    الاستثمار في مشاريع قيد الإنشاء أثبت كفاءته في السنوات السابقة ونعتقد بأنه سيستمر في تقديم عوائد عالية جداً نظراً للطلب المتزايد في سوق العقار في اسطنبول وذلك إذا تم اختيار المشروع بشكل صحيح وأيضاً التوقيت الصحيح للبدء بالاستثمار وانهائه.
+    التركيز على الاستثمارات التي تعتمد على نقاط ملموسة على أرض الواقع (مثل بناء محطة مترو جديدة قرب المشروع) والابتعاد عن الاستثمارات المبنية على الأحلام (شراء عقار يبعد 50 كم عن مركز اسطنبول لأن قناة اسطنبول //في حال تم إنشاؤها // ستكون قريبة منه). سابقاً تكلمنا عن مشروع قناة اسطنبول وكم من الوقت يحتاج فعلاً لتنفيذه عند البداية به وما هي الخيارات الاستثمارية الأفضل.
+    تواصلك مع مستشار عقاري متمرس في هذا المجال سيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد من أجل إيجاد العقار الاستثماري الأنسب لطلبك وميزانيتك.
 

Eresin Project Koru Project